أربعة عناصر في المشهد الكوميدي الذي نقلته وسائل الإعلام العالمية عن التليفزيون الليبي أصبحت الأشهر والأغرب والأعجب.. التوك توك.. والشمسية.. المطر.. والراجل اللي كان القذافي بيكلمه!!
أربعة عناصر لم ولن تجمتع في أي مشهد على امتداد تاريخ البشرية لرئيس جمهورية بلاده تعج بالفوضى وتنتظر في كلماته الخلاص.. أربعة عناصر ليست بينها أي علاقة وليست لها أي ذنب سوى أن القذافي قرر جمعها لتشكل مشهدا كرتونيا كوميديا مضحكا، فكل عناصر الكوميديا موجودة.. الشخص، والتراكيب اللامنطقية واللامعقولة التي تصنع المفارقة تماما كما فعل محمد سعد في اللمبي.
لا أفهم سببا واحدا ووحيدا ومتوحدا لكي يخرج هذا الخطاب الذي ظل التليفزيون الليبي الرسمي يعلن عنه لمدة 24 ساعة بهذا الشكل الساخر.. فإذا افترضنا جدلا أن الجو ممطر فلماذا يتحدث أصلا من الشارع.. هل انتهت الأماكن المغلقة لكي يلقي كلماته؟؟.. كل القصور والاستراحات الرئاسية ومنازله ومنازل أبنائه ومنازل كبار القادة اختفت؟!!
إذا أجبت عن هذا السؤال.. فعلل: لماذا وضع الشمسية فوق رأسه؟؟ وهو أصلا داخل كابينة ورأسه محمي من المطر؟..
ثم بعد ذلك أرجوك أن تفسر لي من أين أتى بالتوك توك؟؟ ولماذا يتحدث منه أصلا؟؟ لماذا لا ينتصب واقفا أو يحضروا له كرسيا يخاطب شعبه من عليه؟؟
لا أعرف أهمية المكان التاريخي الذي تعلقت فيه الكاميرا لثوان وكأننا أمام منزل عبقري لابد أن يشاهده الجميع، ولا أفهم أيضا من هذا الشخص الذي وقف ممددا يده بالمايك للقذافي وكأننا في عصور ما قبل التكنولوجيا.. لا منصات، لا أماكن مغلقة، لا مايكات مجهزة، لا شيء سوى كلمات غير مفهومة أشبه بالتمتمة -أراهنك لو فهمتها- لا اهتمام حتى بالشعب الذي ظل منتظرا لكلمات حاكمه ليفاجأوا به يقول: "يا بني ارتاح" -موجها حديثه للراجل اللي واقف بالمايك- دون أي اكتراث بالبلد التي تشهد حالة من الفوضى والقتل غير إنسانية.
القذافي أذهل العالم بقدراته الكوميدية الغريبة من قبل، لكنه هذه المرة تفوق على نفسه -بالطاقية دي صحيح- وقدم ما لم يقدمه أحد لقطة بلوتوثية خاطفة -29 ثانية- كتلك التي يسرقها الناس بالموبايلات -جات جات ما جاتش خلاص- وكلام كاريكاتيري سيذكره التاريخ وقنوات سبيس تون ونيكولودين وطيور الجنة وسيتحول إلى عمل كارتوني رائع في ديزني.. ومشهد لا منطقي كذلك الذي تشاهده وأنت في أحلامك -المشقلبة- حيث التراكيب اللاطبيعية.. والأدهى من ذلك أربعة عناصر لم تتجمع منذ الراحل الكوميدي شارلي شابلن.. وفوقها شعب تحولت مأساته إلى أمسية مبكية من فرط الضحك والسخرية الشديدة.. شعب يقتل ويحرق ويقذف.. وحاكم يقول: أنا مش في فنزويلا ما تصدق كلام الكلاب.. يالا سلام إي.. وراح قافل الشمسية وماشي!!