دجلة والفرات يجفان، وشط العرب ينحسر ووصلت نسبة ملوحة مياهه إلى 100%، بسبب السدود التي تبنيها تركيا وإيران وسوريا على روافد النهرين، مما يهدد بلاد الرافدين صانعة الحضارة بالاختفاء من على الخريطة!
ولا أظن حال نهر النيل في مصر سيكون بأفضل من دجلة والفرات، بعد بناء أثيوبيا وأوغندا للسدود التي تنتويانها، حيث تبني الصين سدا في أثيوبيا حاليا سيحجز 9 مليار متر مكعب من حصة مصر، بينما تمول إسرائيل إنشاء 3 سدود في أوغندا.. هذا عدا إصرار دول المنبع على توقيع اتفاقية بدون مصر والسودان يوم 16 من الشهر القادم.
هذه كارثة بكل المقاييس، وفي سنوات الجفاف في دول المنابع، لن يتوقع أحد أن تفتح لنا هذه الدول سدودها، مما يعني انحسار النيل عن المحافظات الشمالية تدريجيا، إلى أن تعود مواسم الأمطار والفيضانات!
طبعا أول ما يتبادر إلى الذهن في مثل هذه الحالات، هو الموقف الانفعالي بمحاربة دول المنبع.. هذا أسوأ تفكير ممكن، للأسباب التالية:
1- عدد سكان أثيوبيا وحدها وصل إلى 80 مليونا.
2- إسرائيل تدرب هذه الدول على حرب العصابات وتزودها بأحدث الأسلحة، وستقف أمريكا وراء هذه الدول، والأسوأ أن الصين هي التي نبني السدود في هذه الدولة، ولها استثمارات زراعية هناك.. هذا معناه أننا سنثير علينا كل العالم!
3- نحن غير مؤهلين للحرب في الأحراش والغابات وسط الحيوانات المفترسة والأوبئة المميتة والجو الذي لم نتكيف معه.. إن الأرض تحارب مع أصحابها، لأنهم أقدر على فهمها والتكيف معها.. ومن المعروف أن حروب الغابات والأحراش يمكن أن تستمر لعقود، وستكون حرب استنزاف طويلة.
4- جنوب السودان على وشك الانفصال، وحتى لو لم ينفصل، فهو لن يوفر لنا الدعم الكافي، وسيكون عقبة بيننا وبين الوصول إلى أثيوبيا.
5- أي تورط لنا في حرب في أفريقيا سيضعف قدرتنا على الدفاع عن سيناء، وستكون الفرصة سانحة أما إسرائيل لإعادة احتلالها، أو طرد أهل غزة إليها.
6- نحن مسلمون ولسنا سفاحين، ولم نأت إلى الحياة لإبادة البشر بل لنشر الخير والعدل، وهذه الدول فيها مسلمون أصلا (40% من سكان أثيوبيا مسلمون حسب الإحصاءات الرسمية، لكن التيارات الإسلامية هناك تقول إن المسلمين تجاوزوا ثلثي السكان)، ومن العدل والإنصاف أن نقر بأننا لسنا أفضل من هؤلاء البشر ولا أحق بالحياة منهم، وليس عليهم أن يشاهدوا مياه النيل تأتي إلينا بينما هم يموتون عطشا وجوعا، فنحن لسنا سادة وهو ليسوا عبيدا!
لهذا، علينا أن نهجر هذه الأفكار العنترية التي ستوردنا موارد الهلكة، والتي ربما تكون خسائرها البشرية والاقتصادية أكبر وأخطر من انخفاض حصتنا من مياه النيل، وبدلا من هذا يجب علينا وضع خطة طوارئ مفصلة منذ الآن، لمواجه احتمال الجفاف أو انخفاض حصتنا من مياه النيل.. وهذا احتمال وارد على كل حال، حتى بدون إقامة أي سدود في دول المنبع، وكنا على أعتابه في الثمانينيات حينما استمر الجفاف 7 سنوات متتالية حتى هبط ارتفاع بحيرة ناصر إلى 55 مترا، لولا أن الله سلم.
إن من المرعب تخيل ماذا سيحدث لو ابتلينا بموجة جفاف وقحط في مصر، وقد رأينا الناس تقتل بعضها في طوابير الخبز، وتتزاحم في طوابير اللحوم، بدون أي جفاف أو كوارث طبيعية، فماذا سيفعلون حينما ينزحون من المحافظات الشمالية إلى المحافظات التي فيها الزرع والماء؟!!
إذن، فما هي الأفكار الممكنة لو حدث ما نكره؟
هذه عينة من الحلول، وإن كانت كلها مكلفة، وتحتاج إلى البدء فورا لتكون جاهزة عند الحاجة:
1- أول حل يرد إلى الذهن، هو ترشيد جزء أكبر من مياه النيل التي نفقدها في البحر المتوسط.. لكني أرى أن هذا سيجعل مياه النيل في مصر أكثر تلوثا مما هي عليه الآن بسبب بطء تجددها وارتفاع تركيز الملوثات فيها، وبالتالي ستسبب لنا أمراضا أكثر مما تسببه الآن.. وتشير الإحصائيات حاليا إلى أن أكثر من 100 ألف مصري يصابون بالسرطان سنويا بسبب تلوث المياه.. هذا غير أكثر من 2 مليون مصاب بالفشل الكلوي، و9 مليون مصاب بفيروس الكبد الوبائي!!.. بوضوح: إن كان السد العالي قد حمانا من القتل الجماعي بسبب الفيضانات أو الجفاف، فقد عرضنا للقتل القطّاعي، بالأمراض الناجمة عن زيادة تلوث المياه وانخفاض عذوبتها بسبب بطء تجددها!
2- تقوم الحكومة المصرية حاليا بمساعدة دول المنبع في إقامة مشروعات تزيد من استفادتها بمياه الأمطار.. هذا منحنى جيد، ويجب التوسع فيه.
3- الإنفاق على تحلية مياه البحر.. إن مصر تمتلك أكثر من 2000 كيلومتر من السواحل، فلماذا لا نشرع في إنشاء محطات تحلية مياه البحر على هذه السواحل كخط دفاع ثان؟.. على الأقل على السواحل الشمالية لضمان مياه الشرب للمحافظات الشمالية التي ستكون أول ما تنحسر عنه مياه النيل؟
ولدينا في الشمال موارد هائلة من الغاز الطبيعي لهذه المهمة، كما يمكن استخدام الطاقة الشمسية في عمليات التحلية.. وهذه المشاريع ستوفر فرص عمل جديدة لآلاف المهندسين والعمال الفنيين، وستدفع جامعاتنا إلى تطوير البحوث في مجال تحلية ماء البحر.
طبعا هذا يجب أن يبدأ الآن، لأنه يحتاج إلى وقت طويل لإنشاء هذه المحطات وربطها بشبكة مياه الشرب، ولا يمكن أن نفعل هذا بعد أن يبدأ الجفاف فعلا!
4- هناك مشروع قديم عملاق لتحويل منخفض القطارة إلى بحيرة صناعية ضخمة بغمره بماء البحر المتوسط، واستخدام اندفاع المياه من ارتفاع 149 مترا ـ هي عمق المنخفض ـ في توليد الكهرباء.. وأنا أضيف إلى هذه الفكرة استخدام جزء من هذه الكهرباء في تحلية المياه على جوانب هذه البحيرة لاستخدامها في الزراعة، مما يتيح إنشاء مجتمع سكني وزراعي وصناعي عملاق في هذه المنطقة الصحراوية المهجورة، إضافة إلى الصيد والسياحة.. كما يمكن شق قنوات من المنخفض ومدها جنوبا، وإقامة محطات تحلية على جانيها تعتمد على شمس الصحراء، لزراعة مناطق أخرى.
5- استخدام تقنيات حديثة في الري كالري بالرش والري بالتنقيط، بدلا من الري بالغمر، والابتعاد عن زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى كم هائل من المياه كالأرز، والاتجاه إلى زراعة أنواع من الأرز تستهلك ماء أقل.
6- ابتكار طرق تقنية حديثة لتكثيف بخار الماء، فجو مصر مشبع بالرطوبة.. هذا الحل تستخدمه منظمات الإغاثة في بعض دول أفريقيا التي يندر فيها الماء، وقد استوحته من بعض أنواع الخنافس التي تستخدم حركة أجنحتها لتكثيف بخار الماء في الصباح.. وكفكرة: أقترح استخدام الخلايا الشمسية على سطح كل منزل لتوليد الكهرباء اللازمة لأجهزة التكييف لتبريد المنازل، ومعروف أن هذه الأجهزة تكثف بخار الماء وتصرّف ماء فائضا، وعلينا أن نوعي الناس لتصريف هذا الماء في خزان صغير للاستخدام المنزلي في أغراض تنظيف السلالم أو دورات المياه، ومن ثم سيوفر هذا جزءا من مياه الشرب المهدرة في التنظيف، وسيعود الماء بعد استخدامه إلى شبكة الصرف الصحي التي يعاد تنقيتها واستخدامها في الزراعة.. بهذه الفكرة البسيطة ستوفر البيوت جزءا من استهلاك الكهرباء والماء، وستحصل على رفاهية التكييف في الصيف!
7- تقليل البخر من مياه النيل، بتغطية الترع والقنوات والمصارف مهما تكلف هذا.. يجب أن نبدأ هذا الآن، لأن لدينا ملايين الكيلومترات من شبكات الرى والصرف، ولا يمكن التفكير في تغطيتها عندما تبدأ الكارثة.. يجب أن توضع خطة لتغطية أجزاء منها تدريجيا كل عام، على أن يبدأ هذا من المناطق الأشد حرارة لأنها الأشد بخرا.
8- إنشاء بحيرات صناعية لتخزين المياه العذبة، لملئها بمياه النيل في سنوات الفضيان والوفرة، لاستخدامها في سنوات الجفاف، ولدينا مثال عملي على هذا، هو بحيرات مفيض توشكى، فقد كانت منخفضات جرداء، ولكنها منذ عام 1996 صارت بحيرات بعد وصول المياه إليها عبر مفيض توشكا.. يجب تكرار هذه الفكرة وملء كل المنخفضات الموجودة على جانبي النيل بالمياه مهما تكلف هذا، فهي ستحيي المناطق التي توجد فيها، وستكون مخزونا احتياطيا يستخدم عند الجفاف.
9- عندي تصور ـ يمكن أن يبت فيه الخبراء ـ بأن مياه بحيرة ناصر لو انحسرت في مواسم الجفاف، فستكشف أخصب تربة عرفتها مصر، بسبب الطمي الذي تراكم فيها منذ عقود.. وربما نحصل على مئات الآلاف من الأفندنة الخصبة (مساحة بحيرة ناصر تساوي تقريبا 950 ألف فدان).. ويجب التخطيط منذ الآن لزراعة هذه المنطقة بأكفأ طريقة، ولا أظنها تحتاج إلى أسمدة.. طبعا حل كهذا يجب أن يعتمد على الآلات بأكثر من البشر، لأننا لن نهجر ملايين الفلاحين حينها لهذه المهمة المؤقتة، التي ستنتهي فور عودة منسوب المياه للارتفاع.
مرة أخرى أكرر: هذا أمر يحتاج إلى دراسة وخطة طوارئ وميزانية احتياطية، وآلات مجهزة ومخزنة استراتيجيا لهذا الاحتمال، مع خطط شاملة لتخزين ونقل الحاصلات من هذه المنطقة إلى باقي المحافظات.. يجب أن نتوقف ولو لمرة واحدة عن انتظار وقوع الكارثة لنبدأ في العمل!
10- يجب أن نشرع فورا في مد خط سكة حديد من مصر يربطها بالسودان وأثيوبيا ودول المنبع.. هذا الخط سينشط التجارة البينية، فيمكننا حينئذ أن نستورد منهم قطعان الماشية والحاصلات الزراعية، ونصدر إليهم المنتجات الصناعية والأيدي العاملة.. هذه البلاد بها أخصب أراضي زراعية، وهي أفضل من أرض مصر المنهكة والملوثة.. لكن هذا يحتاج إلى خطة ضخمة لتطوير الصناعة المصرية وإنشاء المصانع القادرة على منافسة الصين.. ولو أنشأنا خط السكك الحديدية، وأنشأنا خطا آخر يربطنا بدول المغرب العربي، فسيكون من السهل علينا إقناع الشركات العالمية بإنشاء فروع لها لدينا، لأننا الأقرب إلى أوروبا والشرق الأوسط ووسط وشمال أفريقيا، وهذا سيجعل منتجاتنا أرخص، وحظنا في المنافسة أفضل من الصين.
11- من المهم أيضا أن نعرف أن (الجفاف والعطش) ليس الخطر الوحيد الذي يهددنا.. هناك أيضا خطر ارتفاع منسوب بحيرة ناصر عن 180 مترا، وهو خطر دفع السادات لتنفيذ مشروع مفيض توشكا بعد موجة فيضانات عالية في نهاية السبعينيات، وفي عام 1996 ملأت المياه بحيرات توشكا لأول مرة، وهي تستطيع تخزين ما يعادل ربع مياه بحيرة ناصر، أي أنها زادت السعة التخزينية بمقدار 25%.. لكن هذا لا يكفي، فالطمي يتراكم في قاع بحيرة ناصر منذ أربعين عاما بسبب احتجاز السد له، ومنسوب المياه يرتفع باستمرار، وفي أي موسم فيضان جارف يتجاوز قدرة منخفضات توشكا على التخزين، سنواجه خطر انهيار السد العالي، أو خطر فتح بواباته لتدمر المياه مئات القرى والمدن في طريقها!.. هذا معناه أننا في حاجة إلى سدود في السودان وأثيوبيا للحماية المبكرة من هذا الاحتمال!.. لهذا بدلا من أن نعلن الوصاية على دول حوض النيل ونحرمها من حقها في الحياة، يجب أن نخطط معها لنستفيد جميعا، بإنشاء سدود بقدرات تخزينية كبيرة، بشرط أن يتم تخزين المياه فيها تدريجيا بمعدلات لا تؤذينا في السنوات العادية، لتحمينا هذه السدود في سنوات الفيضانات الغزيرة، ويكون ما تخزنه من مياه في هذه الفترات حماية لأثيوبيا من مخاطر الجفاف في سنوات القحط.. مثل هذا التخطيط يتطلب معاهدات ولجان رقابة مشتركة، وقاعدة عسكرية مصرية في أثيوبيا مع مهندسين وخبراء لإدارة وحماية هذه السدود ومراقبة تنفيذ هذه الاتفاقيات.. وهذا سيجنبنا الحروب وسيجنب الجميع مخاطر الموت عطشا أو غرقا.
12- لماذا لا نسعى إلى إنشاء دولة اتحادية عملاقة تضم دول حوض النيل؟.. لو حدث هذا، فسيمكننا أن نرسل ملايين المصريين إلى هذه الدول كبعثات علمية وتعليمية وعسكرية وعمالة زراعية وفنية، لتطوير وتحديث هذه الدول وزراعة الأراضي الخصبة فيها، وإرسال الفائض من ثروتها الزراعية والحيوانية إلى مصر، وهو أجدى وأرخص من محاولة استصلاح الصحراء عندنا، كما أنه سينشط التجارة والصناعة ويوجد تكاملا اقتصاديا بين هذه الدول الغنية بالمعادن والثروات، ويخلصنا من فائض السكان والبطالة في مصر.. هذه الفكرة الطموح ستصطدم بالتأكيد بمصالح الدول الاستعمارية في هذه الدول، والتي تسعى إلى تأجيج الصراعات القبلية والطائفية فيها للعمل على تفتيتها (كما يحدث في السودان حاليا، وكما حدث في رواندا وبروندي، وفي كل هذه الدول عامة).. وهو أمر يحتاج إلى إرادة سياسة ووعي من شعوب هذه الدول، وهذا يبدو حلما بعيد المنال حاليا، ولا أظن أن هذا الحل سيكون مطروحا قبل أن تبدأ المجاعة في مصر، وتبدأ الهجرة الجماعية إلى السودان!!
13- إذا لم تُجدِ كل هذه الأفكار السلمية، ورفضت دول المنبع التعاون، فعلينا التفكير بطريقة "عليّ وعلى أعدائي" لكن باستخدام الحيلة، وليس التورط في حرب مباشرة.. وفي أثيوبيا يشكل المسلمون ثلثي السكان، وعلينا أن نمول ونسلح الحركات الإسلامية هناك للوصول إلى الحكم.. ويمكننا الاستعانة في هذا بأريتريا والصومال وإقليم أجنادين الصومالي الذي تحتله أثيوبيا.. لاحظوا أن الحركات الإسلامية ـ على عكس الحركات العلمانية والقومية ـ تؤمن أنه لا فرق بين مسلم مصري ومسلم أثيوبي، وبالتالي لو حكموا أثيوبيا فسيكونون أكثر رحمة بنا وحرصا على حياتنا، وسيكونون أكثر استعدادا للتعاون في كل المشاريع المشار إليها سابقا.
في الحقيقة، كل هذه الأفكار هي مشاريع عملاقة، وهي تحتاج إلى:
1- إرادة سياسية قوية.
2- إدارة واعية علميا واقتصاديا.
3- تمويل ضخم، وهو غير متوفر، وإن كانت هناك طرق لجلب استثمارات خارجية مع منحها نسبة من حق الانتفاع من هذه المشاريع، مثل شركات تصنيع أو تجميع الخلايا الشمسية وأجهزة التكييف وآلات الري الحديثة والمواسير المستخدمة لتغطية الترع والقنوات، ومحطات تحلية المياه... إلخ.
4- وعي شعبي، ليدرك الناس وخاصة الشباب ـ مخاطر مستقبلهم القريب، لأن هذه المشاريع ستحتاج إلى أيدٍ عاملة وعمل شاق سيكون أحيانا في الصحراء.. وأنا أنتظر اليوم الذي أرى فيه ملايين الشباب الذين تضيع الدولة أعمارهم في تعليمها العقيم المهدر لميزانياتها والمفضي إلى البطالة، يُجنّدون إجباريا من سن 18 عاما ليعملوا في هذه المشاريع العملاقة ويستصلحوا الصحراء ويبنوا مساكنهم فيها.. وهذا أفضل تعليم وتدريب وعمل وخبرة يمكن أن يكتسبوها في حياتهم، وسيوفر لهم المأكل والمسكن وفرصة الزواج والأمل في الغد، بدلا من أن نفاجأ في عقد أو عقدين من الزمان بأننا نموت عطشا وجوعا ونهاجر جماعيا من مصر!
أما إذا استحال تنفيذ أي من المشاريع المذكورة أعلاه، فعلى كل منا أن يتفرغ للعبادة، لنستعد للإبادة في أقرب فرصة، مع أول فيضان كاسح، أو سنوات جفاف قاحلة، أو في حروب دموية في منابع النيل تستمر لعقود!!.. أو حتى مع استمرار تجريف الزراعة والصناعة وزيادة البطالة في مصر وتلوث النيل زيادة السكان واضمحلال فرص الحياة في دولة لا تنتج شيئا، وليست لديها أي فرصة لمواجهة تحديات المستقبل!
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);