% من مرضى الكبد بالمنطقة العربية معظمهم في مصر
خبراء الكبد يحذرون من الانسياق وراء الإعلانات الوهمية لعلاج المرض
تقرير: هناء النحاس
فيروس (B) من أخطر فيروسات الإلتهاب الكبدي التي يصاب بها الإنسان إذ يصاب به 5% من المصريين لسهولة الإصابة به أي ما يعادل 6 مليون مصري يتساقط العشرات منهم أمام المستشفيات لإحجام الحكومية منها والجامعية عن استقبالهم بالإضافة إلى الارتفاع الباهظ لتكاليف عمليات الكبد.
المرض وأنواعه
يعرف الدكتور أليف عبد الحكيم علام مدير معهد الكبد القومي بالمنوفية الالتهاب الكبدي بأنه مرض يؤدي إلي إلهتاب الكبد عن طريق العدوى بالعديد من الميكروبات البكتيرية والفيروسية وأشهرها فيروسات الكبد “A-B-C-E“.
الالتهاب الكبدي (A): عادة ما يصيب الأفراد في سنوات عمرهم الأولى مما يعطيهم مناعة مستديمة ضد هذا المرض ويشفى منه المريض في فترة تتراوح بين ثلاثة إلي ستة أسابيع دون أن يصاب بأي أعراض مزمنة وقد تؤدي الإصابة بفيروس الكبد (A) إلى فشل كبدي حاد بنسبة 1% من المصابين بهذا الفيروس أما طرق العدوى بهذا المرض فتأتي من تلوث الطعام ومياة الشرب ببراز أو لعاب المرضى المصابين بالفيرس.
الالتهاب الكبدي (B): يعد هذا الفيروس من أهم الأسباب التي تؤدي إلي إصابة الكبار والصغار بالالتهاب الكبدي وتكمن خطورته في أن 10% من المصابين بهذا الفيروس معرضين للإصابة المزمنة به مما يؤدي إلي تليف الكبد والإصابة بسرطان الكبد وهذا بالنسبة للبالغين أما بالنسبة للأطفال فنسبة الإصابة بالالتهاب المزمن أعلي من ذلك بكثير وقد تصل إلى 90% من المصابين بالتهاب الكبد(B) من الأطفال حديثي الولادة لذا وجب تطعيم الأطفال بعد الولادة ضد هذا الفيرس وتتم العدوى به عن طريق الدم ومشتقاته والعلاقات الجنسية ومن آلام لطفلها الوليد ومدمني المخدرات والوشم والإبر الصينية وتنتقل العدوى أيضا عن طريق المشاركة في الأدوات ذات الاستخدام الشخصي مثل المقص وأمواس الحلاقة وفرشاة الشعر وفرشاة الأسنان.
الالتهاب الكبدي(C): هو من الأمراض الشائعة في العالم ومصر تعتبر من الدول المصابة بنسبة مرتفعة من هذا الفيرس وتكمن خطورته في أن 50% من المصابين به معرضين للالتهاب الكبدي المزمن الذي يؤدي إلى تليف الكبد في فترة طويلة تتراوح من عشر سنوات إلى عشرين سنة أما طرق العدوى به فتشبه طرق الإصابة بفيروس (B) إلا أنه نادرا ما ينتقل عن طريق الجنس أو من الآم لطفلها أو بين أفراد الأسرة الواحدة ولا يوجد تطعيم حتى الآن ضد مرض الالتهاب الكبدي (C).
الالتهاب الكبدي (E): يتشابه هذا الفيرس مع فيرس الكبد (A) في طرق العدوى وكونه لا يصيب الكبد بأمراض مزمنة بعد الإصابة الحادة به.
أعراض الإلتهاب الكبدي
قد تتشابه أعراض الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد بأنواعه المختلفة مع أعراض الانفلونزا في كثير من الأحيان مثل الشعور بالإرهاق مع ارتفاع بسيط في درجة الحرارة والآم في العضلات والمفاصل مصحوبا بميل للقيء أو عدم إرتياح بالجهاز الهضمي وقد تكون العلامة الوحيدة الدالة علي الإصابة بالالتهاب الكبدي الحاد هو تغير لون البول وقد تكون الأعراض واضحة جدا وتتمثل في ظهور الصفراء بالعين.
وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الالتهاب الكبدي لا تختلف تبعا لنوع الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي الحاد وعاده ما يشفى المريض من أعراض الالتهاب الكبدي الحاد في فترة تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع من بدء الإصابة بالمرض.
الالتهاب الكبدي المزمن
في حالة استمرار الالتهاب الكبدي الحاد أكثر من ثلاثة أشهر يكون المريض قد دخل مرحلة الالتهاب الكبدي المزمن ويحدث ذلك بالنسبة للمصابين بفيروس الكبد نوع (B-C) وفي أحيان أخرى يتم اكتشاف الالتهاب المزمن بهذه الفيروسات في أفراد لم يشكوا من قبل بأمراض الالتهاب الفيروس الحاد.
طرق الوقاية
تكمن الوقاية من هذا المرض في الالتزام ببعض الإرشادات والقواعد الصحية مثل تطعيم الأطفال والكبار ضد فيرس الكبد (B-A) وفحص الدم والتأكد من خلوة من الفيروسات قبل إعطاءه للمريض والتأكد من نظافة اليدين والأطعمة وعمل حملات توعية لتعريف المواطنين بكيفية الوقاية من هذه الأمراض وعدم استخدام الأشياء الخاصة بصورة عامة كفرشاة الشعر والحقن البلاستيكية وغيرها من الأدوات والحفاظ علي تطهير أجهزة غسيل الكلي ومناظير الجهاز الهضمي.
دراسات ومؤتمرات
عقدت الجمعية الآسيوية الباسيفيكية مؤتمرا في القاهرة بدأت جلساته الشهر الماضي لدراسة أمراض الكبد وضم المؤتمر أكثر من تسعمائة من الأطباء والخبراء العالميين لفتح باب الأمل أمام مرضى الكبد وقد ركز المؤتمر علي التليف الكبدي وأهم الأبحاث التي أجريت لاكتشاف علاج حديث ومناسب للمرض تشارك فيه التقنيات الحديثة والدراسات الإكلينيكية لتحسين حاله المريض واكتشاف المرض مبكرا عن طريق التحاليل المعملية قبل تدهور حالة المريض وهذا ما أعلنه الدكتور علاء إبراهيم أستاذ أمراض الكبد ورئيس المؤتمر.
وأضاف الدكتور (ماسو أومانا ) أحد كبار العلماء علي مستوى العالم في مجال أورام الكبد أن 75% من مرضى الكبد في العالم موجودين بالمنطقة الآسيوية والعربية منهم ستة ملايين مريض في مصر فقط.
كما حذر المؤتمر من الإنسياق وراء الإعلانات الوهمية عن العلاجات الحديثة للمرض الكبدي سواء كانت مستحضرات طبية أو أعشاب مؤكدا علي أن الأدوية والعقاقير الفعالة هي الأدوية المرخصة والمسجلة بوزارة الصحة.
الخميس 5 أغسطس 2010 - 9:16
