الحكومة تعاقب "الناس" بوقف البث وتكتفي بلوم قناة ساويرس
كتب أحمد حسن بكر وعمر القليوبي (المصريون): | 13-10-2010 00:59
طالتحملة "التأديب" الحكومية للفضائيات التي اتخذت موقفًا مناهضًا للكنيسة،على خلفية احتجازها كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير الكنيسة، والتصريحات"الاستفزازية" للأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، خمس فضائيات تبث علىالقمر الصناعي المصري "النايل سات"، من بينها قناة "الناس" الذائعة الصيت،بزعم مخالفة شروط البث، وبث مواد من شأنها إثارة الفتنة الطائفية في مصر،بناءً على تعليمات من وزير الإعلام أنس الفقي الذي أمر بإعادة مراجعةالفضائيات التي تبث على القمر المصري، والتأكد من أنها تلتزم بتعاقداتهامع إدارة المنطقة الإعلامية الحرة ومع إدارة الشركة المصرية للأقمارالصناعية والتزامها ببنود التعاقد.
وشملتالقرارات الصادرة عن مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية والتياعتمدها أسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار أمس إيقاف بث قنوات"الناس" و"خليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" التابعة لشركة "البراهين"العالمية بشكل مؤقت اعتبارا من الخميس القادم،
بدعوى مخالفة الشركة لشروط الترخيص الممنوح لها، على أن يستمر الإيقاف لحين توفيق أوضاعها.
بينمااكتفى بتوجيه إنذار لقناتي "أون. تي. في" التابعة لشركة "هوا ليميتد"،المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وقناة "الفراعين" التابعة لشركة"فيرجينيا للإنتاج الإعلامي" لمخالفتهما أيضا لشروط الترخيص الصادر لهما.
ولعبتالضغوط الكنسية والاتهامات التي وجهتها قيادات بارزة بالكنيسة خلال الفترةالماضية للقنوات الدينية الإسلامية بإشعال "الفتنة الطائفية"، الدورالأبرز في استصدار قرارات بوقف بث القنوات الدينية، بعد تحميلها مسئوليةإشعال فتيل التوتر بين الكنيسة ومؤسسات داخل الدولة.
وجاءذلك بعد أن اتهم البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيةتلك القنوات بالضلوع في مخطط لتهديد الوحدة الوطنية، وطلب من جهة سياديةعاتبته بشدة على تصريحات الأنبا بيشوي المسيئة للإسلام بضرورة تجفيف"منابع التطرف" في الجانب الإسلامي، والتصدي للقنوات الفضائية الدينيةالتي اتهمها بالإساءة للوحدة الوطنية وتصعيد الاحتقان بين المسلمينوالأقباط.
وجرى التمهيد لقرارات الإغلاق بعدالتسويق الإعلامي، وكان للإعلامي خيري رمضان دور بارز في هذا الأمر- بناءعلى توجيهات من جهات عليا- من خلال توجيه انتقاداته عنيفة عبر برنامج "مصرالنهاردة"- المدعوم من وزير الإعلام- للقنوات الدينية واتهامها بنشر ثقافةالجدل والشعوذة، تهيئة للأجواء بإصدار القرارات "العقابية"، والتضحية هذهالقنوات ككبش فداء للأحداث الأخيرة، وتحميلها مسئولية إشعال الأزمةالطائفية، على الرغم من أنها تعرضت للكنيسة بشكل رمزي.
وعلمت"المصريون" من مصادر بمجموعة "البراهين" للإنتاج الإعلامي أن خطاب الإغلاقالذي تلقته الشركة حملت اتهامات لقنوات "الناس" و"خليجية" و"الحافظ"و"الصحة والجمال" بمخالفة الترخيص الذي حصلت عليه للبث من مصر عبر القمر"النايل سات"، وتركيزها على الطابع الديني على الرغم من أنها حصلت علىتراخيص باعتبارها قنوات مختصة بالقضايا الثقافية والاجتماعية.
واتهمالخطاب الصادر من الشركة المصرية للأقمار الصناعية تلك القنوات بالوقوفوراء إثارة الفتنة الطائفية التي هددت مصر خلال الفترة الأخيرة، عبرالتعرض لعقائد الآخرين والإساءة إليها، وهو ما رفضته المصادر واعتبرتالقرار ناجمًا عن ضغوط كنسية وأمريكية للتضييق على القنوات الدينية بعد أنتوسعت وتصاعد دورها، لاسيما في المناطق التي يشكل فيها المسلمون فيهاأقليات.
كماحمل الخطاب اتهامات لتلك القنوات بأنها تروج لما يطلق عليه "الطب البديل"والعلاج بالأعشاب، وهو ما اعتبرته الشركة المصرية للأقمار الصناعية يخالفالرسالة الإعلامية الخاصة بها، على الرغم من أن جميع البرامج الطبية علىهذه القنوات حصلت على تراخيص من وزارة الصحة.
وأفادتالمصادر أن هناك احتمالات بعودة بث تلك القنوات خلال المرحلة القادمة فيحال استجابتها لمجموعة من المطالب التي أرفقت بالخطاب القادم من الشركةالمصرية للأقمار الصناعية، وتتضمن ضرورة تطوير خطابها الإعلامي،والاستعانة بوجوه نسائية في برامجها المختلفة، وعدم التعرض لانتخابات مجلسالشعب المرتقبة أو الانتخابات الرئاسة المقررة العام القادم من قريب أو منبعيد، وتفادي إثارة قضايا تخص الأديان والتركيز على النمط الثقافيالاجتماعي في برامج الفضائيات التابعة للمجموعة.
وكانأسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار برر القرار بإغلاق تلك القنواتبأنها "تأتي نتيجة رصد بعض المخالفات لشروط التراخيص الممنوحة لهذهالقنوات"، مشيرا إلى أن مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية أعدمراجعة للضوابط العامة والخاصة للعمل بالمنطقة الإعلامية، وإضافة بعضالضوابط العامة والمبادئ التي يتعين على جميع القنوات الفضائية مراعاتهامستقبلا فيما تقدمه على شاشاتها، بهدف ضمان مزيد من الالتزام من جانبالقنوات بميثاق الشرف الإعلامي ومبادئ العمل بالمنطقة.
وأشارإلى ضرورة التزام جميع القنوات الفضائية بآداب وأخلاقيات العمل المهنيوبميثاق الشرف الإعلامي في كل ما تبثه على شاشاتها، انطلاقا من أن حريةالرأي والتعبير تنتهي حدودها عند التسبب في إحداث الضرر أو الأذى للمجتمعأو للمتلقي بشكل عام، وأن هذه الحرية لا تعني تقديم مواد علمية تثير الفتنوالكراهية أو تنشر ما هو غير صحيح علميا أو فكريا أو عقائديا بين الناس،وإنما الاستفادة من ارتفاع سقف الحريات لتحقيق ما فيه نفع الوطن وصالحالمواطنين.
علىجانب آخر، قرر جهاز تنظيم الاتصالات مساء الاثنين ضرورة حصول أية جهة أومؤسسة إخبارية على تصريح من وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للصحافة قبلإرسال الرسائل النصية الإخبارية المجمعة للأفراد.
وقالالمهندس محمود الجوينى مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فيتصريح أمس إن القرار يأتي في صالح الجهات المصدرة لها، وليس للتضييق علىحرية الإعلام، حيث يشمل أيضًا الرسائل المرسلة عبر الفضائيات، إضافة إلىفتاوى الشيوخ عبر رسائل "إس إم إس".
وبررالقرار بأنه "يمنع الشركات مجهولة المصدر من العمل بهذا المجال، وإرسالرسائل مجهولة المصدر، كأن يؤدي محتوى إحدى الرسائل على خبر غير صحيح يتسببفي انخفاض في البورصة".
وأضاف: "لذلك يجب أنتكون هيئة الرقابة المالية لديها علم بنص الرسالة، وأي محتوى يجب أن يكونله مرجعية من وزارة الإعلام أو المجلس الأعلى للصحافة، ويخضع لعملياتتنظيم سوق الاتصالات، بحيث لا يتم إرسال تلك الرسائل بشكل عشوائي يؤدى إلىضرر مؤسسات أو أفراد".
يذكرأن الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" أوقفت الأسبوع الماضي بثقناة "البدر" الفضائية الإسلامية، بزعم أنها خالفت ضوابط وشروط ترخيصعملها.
ولم تكن هي الأولى التي تم وقف بثهاعلى القمر المصري فقد سبق وقف بث العديد من الفضائيات الإسلامية وغيرالإسلامية إما بدوافع سياسية، أو دوافع دينية، وتقدر عدد القنوات الفضائيةالتي تم وقف بثها، أو تعطيل بثها على النايل سات أكثر من 15 قناة.
وكانتالبداية في مارس 2007 عندما أوقفت إدارة "النايل سات" بث قناة "الزوراء"العراقية التي كانت تدعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال، بزعم أن هناكتشويشًا مجهولاً على القناة له تأثير على نحو 10 قنوات أخرى.
فيحين اتهم رئيس "الزوراء" شركة "النايل سات" بالرضوخ للضغوط الأمريكية التيكانت قد حددت القناة بالاسم في مشروع قانون بالكونجرس ووصفها بأنهاإرهابية لدعمها المقاومة العراقية، وبعدها لجأت القناة للتعاقد مع "عربسات" بدلاً من "النايل سات".
وفى أبريل 2008 أوقفت إدارة "نايل سات" بث قناة "الحوار" العراقية أيضا دون سابق إنذار أو توضيح للأسباب رغم أنه يتم بثها من لندن، واكتفت القناة بأنها اعتبرت القرار مفاجئًا وغير مبرر، وعبرت عن أسفها واستهجانها لهذا الإجراء.
وفىفبراير 2008، قررت إدارة القمر الصناعي المصري إيقاف بث قناة "البركة"الدينية وقيل إن السبب عدم استكمالها الأوراق الرسمية اللازمة لعملية البثرغم أن القناة بدأت عملها قبل عام من قرار وقف البث، هي قناة متخصصة فيمناقشة القضايا الاقتصادية من وجهة نظر إسلامية ويملكها عدد من رجال الدينبالإضافة إلي قناة الناس الدينية.
وفىديسمبر 2009، أغلقت إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي قناة "أوربت" ومكاتبهاالإدارية قبل أن تغلقها بشكل نهائي الأسبوع الماضي، وقيل إن السبب وجودديون قيمتها 15 مليون جنيه لكن الإعلامي عمرو أديب عزا الأمر لأسباب أخرىتتعلق بطبية برنامجه الذي ينتقد فيه بشدة الأحوال في مصر.
وفىمارس 2010 تم وقف بث قناة "الحكمة" الإسلامية على "النايل سات"، بزعم تأخرالقناة في دفع بعض الأقساط والمستحقات المالية من القناة وعاد البث مرةأخري، وهي قناة ذات توجه إسلامي.
وفى الشهرذاته، تم وقف بث قناة "الساعة" الليبية بشكل مفاجئ أثناء تقديم النائبمصطفي بكري لبرنامجه "لقاء الأسبوع" حيث تم قطع البث تماما أثناء البرنامجثم أغلقت القناة بعد ذلك بشكل نهائي ونفت مصر مسئوليتها عن قطع البث.
وفىنوفمبر 2009 قامت إدارة القمرين الصناعيين "نايل سات" و"عرب سات" بوقف بثقناة " العالم" الفضائية الإيرانية دون سبب معلن ، وهو مما دعا القناة أنتوجه مشاهديها بالانتقال إلي أقمار هوت بيرد 8، وآسيا سات 5، وجالاكسي 19،وتيل سات 12.
وفى أكتوبر 2009، توقف بثبرنامج "الطبعة الأولي" على قناة "دريم " بل أن يعلن الإعلامي أحمدالمسلماني عن فاصل قصير وكان قبله يتحدث عن تحولات الدكتور محمود محييالدين، وزير الاستثمار، وخرج المسلماني إلي الفاصل لكنه لم يعد، ولمتستكمل الحلقة، وظن البعض أن عطلاً أصاب البث!
وفىمايو 2010 توقف بث قناة "الرحمة" الدينية المصرية علي القمر 104 بعدما تمقطع إشارة البث عنها، وذلك بعد اعتراض ومطالبة المجلس السمعي والبصريالفرنسي بوقف بث القناة بزعم معاداتها لما يسمى السامية، لأن أحد الشيوختحدث عن تاريخ اليهود عبر القناة المملوكة للشيخ محمد حسان ولجأت القناةإلي تغيير اسمها إلى " نسائم الرحمة" وتقوم بالبث حاليًا عبر قمر "نورسات" الأردني.
وفي يونيو 2010، تم التشويشعلي إرسال قناة "الجزيرة" الرياضية القطرية خلال بثها المباشر والمجانيللمباراة الافتتاحية لكأس العالم بجنوب أفريقيا، وتصاعد الاتهامات بين"الجزيرة وإدارة "النايل سات"، ولجأ كلا الطرفين للتقاضي أمام الاتحادالدولي للاتصالات، قبل أن تكشف جريدة "الجارديان" البريطانية مؤخرا أنالتشويش تم من داخل الأراضي الأردنية من منطقة السلط.