بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ..
اخوتي و أخواتي القراء الكرام .. سلام الله عليكم و رحمته و بركاته ،،
يقول الله تعالى:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
أسوأ محامي .. لأعدل قضية
عندما يفتقد المحامي إلى أهم مقومات النجاح والأهلية .. فإنه سيحول القضية العادلة
إلى "جريمة مع سبق الترصد" حتى ولو كانت القضية أعدل من قضية فلسطين ..
كما أنه قد يحول المجني عليه إلى مجرم .. والقاتل إلى مظلوم ..والشهود إلى متهمين .. إلخ ..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة .. ؟؟
ما هو الشيء الذي افتقده هذا المحامي المسكين .. حتى قال موكلوه "ليته لم يتدخل في القضية" ؟؟
إنه ببساطة .. غياب التخطيط والتنظيم المسبق ..
ففي بعض الأحيان .. عندما تتحرك في نفوس البعض فطرة الخير والمساعدة .. نكاد نقول في أنفسنا ليتها لم تتحرك .. لأنها ربما أفسدت أكثر مما أصلحت .. والسبب غياب التخطيط والتنظيم المسبق ..
والشخص من هذا النوع يستحق وبجدارة لقب أسوأ محامي لأعدل قضية . .
فإذا دعوت إلى لإسلام .. وكانت النتيجة تشويه لصورة هذا الدين العظيم .. فأعلم أنك أسوأ محامي لأعدل قضية ..
إذا أمرت بمعروف .. وزاد جفاء الناس لهذا المعروف.. فأعلم أنك محامي سيء لقضية عادلة ..
إذا نهيت عن منكر وزاد إصرار المتلقي عليه .. فأعلم أنك محامي سيء لقضية عادلة ..
إذا حاولت الإصلاح بين شخصين .. ثم وجدت نفسك في خضم الصراع المتزايد بسببك .. فأعلم أنك محامي سيء لقضية عادلة ..
إذا حاولت الإصلاح بين زوجين .. ووجدت نفسك تغلب طرف على آخر .. ثم تُوّجَت جهودك بالطلاق .. فأعلم أنك محامي سيء لقضية عادلة ..
إذا حاولت مناقشة الدكتور أو الإستاذ في شيء لمصلحة جميع الطلاب .. فتحول الموضوع إلى وبال عليك و عليهم .. فأعلم أنك محامي سيء لقضية عادلة ..
إذا حاولت خدمة الآخرين .. ثم تفاجأت بإتهام الجميع لك بالإستغلال والمصلحة الشخصية.. فأعلم أنك محامي سيء لقضية عادلة ..
ما أريد أن أصل إليه في الأعلى أن الكثير منا يقدم على الكثير من الأعمال التي تكون نيته فيها صالحة وخيّرة .. ولكن لغياب التخطيط والتنظم المسبق تتحول وبالاً عليه وعلى المجتمع ..
وهذا مع الأسف شائع لدينا الآن بكثرة سواء في المجال الدعوي أو الخيري أو الأسري بل حتى على المستوى الشخصي والدراسي ..
لذلك لا بد أن نجعل التنظيم والتخطيط شرط بل ركن قبل القيام بأي عمل نقوم به وذلك لضمان النجاح .. أو تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى ..
كما أن هذا مطلب شرعي.. وسنة كونية ثابتة .. فهذا الكون الفسيح يسير وفق تخطيط وتنظيم دقيق دبره الخالق العظيم جل جلاله..
قال تعالى .. :
{لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40
على الهامش / بدأ التخطيط لفتح الأندلس في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه (( توفي عام 35 )) .. وتم التنفيذ في عهد الوليد بن عبدالملك رحمه الله عام 92 هـ ..