موضوع: قضية مآذن الإسلام بأوربا وسويسرا الإثنين 14 ديسمبر 2009 - 12:38
قضية مآذن الإسلام بأوربا وسويسرا التي ضل فيها من خطباء الفتنة وعلماء السوء ممن ضل من أهل الضلالة،
نقول إن تلك الجريمة جريمة الاستفتاء على جزر المآذن قد أتت على أعقاب جرائم منا صدرت عن بعض الشيوخ في حق ديننا سبقتها،
سوّغت لأبناء الصليب ما يبتغون من الفتنة فينا،فجاءت تلك الجريمة وقد تأسس لها من بعض الشيوخ قواعد تفاوتت في قوتها وآثارها
بين مباركةٍ صريحة للمنكر – هذا حقهم هذا حقهم هذا حقهم- وبين صمت ماكر على ما يرتكب في حق ديننا وأمتنا ؛ ليتفرع عنها ما هو أنكى وأقبح إن طال علي مثلها السكوت.
فهي جريمة - وإن ظهر من القوم من أنكر عليهم ظهورها الآن، وذلك خوف على أموال الأثرياء المستهزأ بدينهم أن تهجر بنوكهم فتخرب ديارهم،
إذ علموا أن ثراءهم الفاحش الذي قاربت نسبة الفارق فيه بين الواحد من هؤلاء الحمقى وبين نظيره من العالم النايم الغافل عن حقه
وقدره الأربعمائة ضعف إلى واحد من المستوى المعيشي ، بعد أن كان في عام 1800م لا تتجاوز فيه تلك النسبة 5: 1،
فهم من الموقنين بأن ثراءهم هو من أموال هؤلاء الذين يستخف بدينهم اليوم.
لقد هدمت تلك المآذن -التي أهاجت ضغائن الغرب الصليبي من سويسرا ولم تزد عن خمسة- هدمت أدعياء العلم فينا؛ وعلماء السوء عندنا ،
كما أنها هدمت والحمد لله الكثير من قواعد الزور والبهتنان لدى أدعياء التنوير ورسل الديمقراطية الغربية،
تلك الديمقراطية التي عودتنا أنها لا تلبث طويلا على خداعها حتى تُكَشِّر عن أنيابها وتكشف عن ساقيها القبيحتين للمخدوعين بها من أمتنا؛
حتى إنها صارت لأهل النُهى منَّا على أكثر أحوالها كلمة يراد بها التدليس على عقول البشر
ليبلغ بها القويُّ مآربه من الضعيف المغرور بهذه الرقية- رقية الديمقراطية- الساحرة؛ التي يدندنون بها في الآذان بكرة وعشيا .
جاء خطباء الفتنة عندنا ليقولوا لنا عن تلك الجريمة كالمبررين لها:" إن المآذن ليست من أركان الإسلام" ،
فففتحوا الباب لفرنسا بهذا السقوط من هذا المتفيقه لتعلن وهي آمنة –كما أمنت من قبل على نفسها في حربها على الحجاب-
تعلن عزمها على منع المساجد بها بعد منع المآذن عند أختها سويسرا ،
ثم عزَّهم عيٌّ آخر من صبيان الملاحدة بديارنا يطلب إلى المسلمين بسوسيرا أن لا يقاوموا هذا الأمر إذا صار قانونا بها،
وخرص تلميذ حسن حنفي عن غير هذا من جرائم هؤلاء وأمثالهم في ديارنا من استباحة لحرماتنا ،
وتلويث حتى للمياه غير العذبة التي تجري في أرضنا بإلقاء الخراف النافقة فيها بعد تحللها ،
وكذا جريمة التطهير العرقي في القدس ، وسحب الهويات من أهل بيت المقدس تمهيدا لطردهم ،
ثم دهس الشاب الفلسطيني بالقدس دهسا بسيارة المجرمين على وجه لم تعهده البشرية من قبل في عالم الجرائم ،
ثم ما ظهر على لسان فرنسا من إرادتها الخبيثة التي لا تزيدها الأيام نحونا إلا سُعارا
41% منهم الآن يعارضون بناء المساجد والشيخ قد بلع لسانه ، ولا تزال أسواقنا بفرنسا وبأخواتها مستعمرة بشركاتهم،
والرءوس محتلة بمذاهبهم، والقلوب مستعبدة بشهواتهم.
لقد تغافل أدعياء الفتنة فينا عن مكانة مآذن بيوت الله في شرعه وهم بها عالمون،
فليس ببعيد عن طالب علم أو قارئ لكتاب الله تعالى قوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (النور: من الآية36).
تُرفع كما قال المفسرون معنى، وترفع كذلك مبنى ، وهذا غير خاف عن تلميذ حسن حنفي النجيب ،
فكيف ساغ له أن يتفوه بما تفوه به، وفيما تفوه به تخذيل لا يجهل أثره هو وأخوه في الضلالة على ما بقي له من واهي الدين ،
وهو الذي ما عرفنا له في ميدان الشرف مقاما ، ولا ألفنا له بيانا.
إنها بلا ريب خطوة لها ما بعدها، ليس المساجد فقط بعد المآذن، ولكنها المساجد وأهلها ورجالها، ومن أحبهم، أو كانت له صلة بهم.
لقد كان الاتهام بالإسلام في البرتغال وأسبانيا من قبل سببا من أسباب الاسترقاق
إن هذه الجريمة جريمة الاستفتاء على المآذن تعني فيما تعني أن جميع الحقوق التي ثبتت للشعوب على طول معاناتها مع المستعمر البغيض
هي الآن عندهم عرضة لإعادة التصويت عليها ومنها حق الإنسان في اختياره الإسلام دينا .
لهذا فغننا باسم الله الخافض الرافع نتوجه بندائنا هذا إلى أثرياء العرب وأغنياء المسلمين لنصرة دينهم والذود عن كرامتهم وكرامة أمتهم فنقول :
إنكم والحمد لله اليوم كثير، وهذا أوان جهادكم بأموالكم، طلبتم إليه، ولن يكلفكم هذا كثيرا،
فلا تكونوا بنعمة الله عليكم سوطا في أيدي هؤلاء الذين بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم لكم ولأمتكم أكبر،
قاطعوا مصايف هؤلاء القوم من هذا العام ، وقللوا من أرصدتكم في بنوكهم، ليعلموا أن لكم دينا هو أعز عليكم من دنياكم ،
إنكم إن فعلتم كان ذلك لكم جهادا شركتم فيه غيركم ممن أدَّى ووفى من الصابرين المستضعفين،
وإن لم تفعلوا كنتم لأمتكم عدوا ولدينكم خصما ، ومن خاصمته الأمة خصمه الله. والحمد لله قد جعل الله لكم في أسواق تركيا لأموالكم عوضا وسبيلا.